07/12/2025
منذ ستة أشهر، تركنا زوجي من أجل زميلة له في العمل.
حزم حقيبة وقال إنه “يحتاج أن يجد نفسه”.
تركـني أنا وبناتنا الاثنتين: إيما ذات الخمس سنوات، وصوفي الصغيرة التي أتمّت عامين للتو.
من دون أي إنذار.
من دون أي مدخرات.
ولا شيء.
اضطررتُ إلى بيع المنزل خلال 60 يومًا.
انتهى بنا الأمر في شقة صغيرة من غرفتين، وهي الشيء الوحيد الذي استطعت تحمّله وأنا أعمل بدوام جزئي في سوبرماركت.
لمدة شهرين، كنّا نتشارك الغرفة نفسها.
كنا ننام جميعًا في السرير نفسه.
صوفي كانت تستيقظ كل ليلة باكية تسأل عن والدها.
وإيما كادت تتوقف عن الكلام تمامًا.
كل يوم، كان قلبي ينكسر أكثر.
لم أكن حتى قادرة على شراء سريرين صغيرين لهما.
أينما نظرت، حتى أرخص الأسرّة كلفت 200 يورو على الأقل.
بعد الإيجار والبقالة، كان في حسابي 43 يورو فقط.
في إحدى الليالي، بعد أن نامت الصغيرتان، جلست على أرض المطبخ وبكيت حتى الثالثة صباحًا.
كنت أشعر أنني أسوأ أم في العالم.
ثم طرق جاري، مايك، الباب.
رجل يبلغ 68 عامًا، نجّار متقاعد.
كان قد فقد زوجته بسبب الزهايمر في العام السابق.
كان قد سمع إيما تخبر كلبه أنها “تنام الآن على الأرض لأن بابا أخذ كل الفلوس”.
لم أكن حتى أعلم أنها فهمت ما حدث.
مايك لم يقل الكثير.
اكتفى بطلب مقاسات البنات، ثم غادر.
بعد أسبوعين، عاد ومعه هذا السرير.
كان قد صنعه بنفسه، في مرآبه.
أما الأضواء الصغيرة، فكانت تخصّ زوجته:
“كانت دائمًا تضعها في الحديقة,” قال لي، “أردتُ لها أن تُنير حياة أحدٍ مرة أخرى.”
انفجرتُ بالبكاء. لم أستطع حتى الكلام.
في تلك الليلة الأولى، بينما كانتا نائمتين في السرير، مدت إيما يدها عبر الفاصل وأمسكت بيد صوفي.
ثم نظرت إليّ وقالت:
“ماما… إحنا بخير دلوقتي، صح؟”
التقطت صورة بعد تلك اللحظة مباشرة.
ولا أزال لا أستطيع النظر إليها دون أن أبكي.
مايك توفي قبل شهرين، بسلام وهو نائم.
وفي وصيته، ترك لي ماكينة الخياطة الخاصة بزوجته.
وكان هناك ورقة صغيرة:
“اصنعي أشياء جميلة لأولئك المَلائكة الصغار.”
نحن لا نملك الكثير.
لكن لدينا الحب، وأيدٍ تساعد بعضها، وأمل يكبر يومًا بعد يوم.
سننجح.
الآن أعلم
#قصص #حكايات #حكاية #اكسبلور #حكمة #حكم #عبرة